من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة مع الدليل؟ يعد هذا السؤال من أجمل الأسئلة التي يمكن طرحها؛ ذلك لأن الإجابة عنها تأخذنا إلى سيرة واحد من الصحابة الكرام الذين لا ينتهي الحديث عنهم، ولا أعمالهم الطيبة ولا عظيم جهادهم وبذلهم ما أُوتوا من قوةٍ ومال في سبيل دينهم، وتلك الرحلة نحلق فيها عن طريق موقع هلا السعودية ونوضح معنى تستحي منه الملائكة.
من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة مع الدليل
في زمن قلّ فيه الحياء أو بدأ في الاندثار يعد هذا الوقت هو الأمثل بالرجوع إلى قصص أعلام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والغوص في حياتهم التي منها نقتطف تعاليم الدين كما ينبغي. [1]
في هذا الصدد نخص بالذكر واحدًا من الرجال الذين يفتخر بهم، صاحب الدور القوي والشخصية الأقوى التي لم تخف إلا الله، ونلج باب حياته بالإجابة عن سؤال من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة مع الدليل؛ وهو عثمان بن عفان.
اقرأ أيضًا: من الصحابي الذي كلمه الله عز وجل دون حجاب
صحة حديث أن الملائكة تستحي منه عثمان
ذكرنا في الفقرة السابقة أن الصحابي الذي تستحي منه الملائكة هو سيدنا عثمان بن عفان وعليه ننتقل إلى الشق الثاني من السؤال ونتعرف على الدليل وهو الحديث التالي:
“عن عائشة رضي الله عنها قالت:… ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَسَوَّى ثِيَابَهُ -قالَ مُحَمَّدٌ: وَلَا أَقُولُ ذلكَ في يَومٍ وَاحِدٍ- فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَلَمْ تَهْتَشَّ له وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ، فَقالَ: أَلَا أَسْتَحِي مِن رَجُلٍ تَسْتَحِي منه المَلَائِكَةُ“ [رواه مسلمٍ].
يبدأ الجزء الأول من الحديث على لسان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تروي أنه ذات يوم كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا كاشفًا عن ساقيه، ومن ثم دخل عليه أبي بكر ومن بعده عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ولم يُغير النبي من مجلسه.
حتى دخل عليه عثمان بن عفان حينها غيّر المصطفى صلى الله عليه وسلم طريقة جلوسه وسوّى ثيابه، وهذا ما أثار تعجب أم المؤمنين وسألته عن سبب فعله؛ لُيجيبها أن عثمان رجل تستحي منه الملائكة وهذا أدعى ما يجعله يستحي منه أيضًا.
اقرأ أيضًا: من هو الصحابي الذي يطير في الجنه بجناحيه
لماذا استحت الملائكة من عثمان
من الحديث السابق الذي نتبين منه أن بشهادة النبي الكريم –الذي لا ينطق عن الهوى- أن الملائكة تستحي من عثمان بن عفان يجعلنا هذا نتفكر فيما قام به الصحابي حتى ينال تلك المكانة والشهادة.
أما السبب أن الملائكة كانت تستحي منه لأنه بالأصل كان رجل شديد الحياء والعفة، هذا لا ينتقص أبدًا من قدر تلك الصفات عند باقي الصحابة إلا أنها كان يمتلكهما بصورة أكبر قليلًا.
أخلاق عثمان بن عفان
على الرغم من أن الحياء كانت هي الصفة المتربعة على عرش صفات عثمان بن عفان إلا أنه كان يمتلك العديد من الصفات الأخرى التي تستحق الذكر مثل؛ العطف، الذكاء، الفطنة، السهولة، لين القلب، الشرف والكرامة.
إلى هنا يمكننا أن نعلن عن نهاية المقال وختامه بعد أن عرفنا من هو الصحابي الذي تستحي منه الملائكة مع الدليل ليس هذا فقط، بل إننا قد بيّنا ما سبب نيله هذا اللقب لكي يتم الاقتداء به من قِبل المسلمين.